إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
  

800 ـ نوح عليه السلام

نبيّ الله نوح بن لامك بن متشولخ بن أخنوخ (أي إدريس). وينتهي نسبه إلى (شيت) ابن آدم أبي البشر عليه السلام، وبينه وبين آدم ما يزيد على ألف عام.

يذكر المؤرخون أن نوحاً عليه السلام هو أوّل رسول بعثه الله- سبحانه وتعالى- إلى أهل الأرض، وقد أمره أن ينذر قومه ويحذرهم عذاب الله، فكان نوح أوّل نذير وأول رسول كما قال الله تعالى إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذاب أليم سورة نوح: الآية (1). ويستدلون على ذلك بالحديث المروي في الصحيحين وهو حديث الشفاعة يا نوح أنت أوّل الرسل إلى أهل الأرض... (رواه البخاري في كتاب الأنبياء، ومسلم في كتاب الإيمان).

وبذل نوح ـ عليه السلام ـ جهده في دعوة قومه، واتبع كل الوسائل الممكنة: دعاهم ليلاً ونهاراً، وسراً وجهاراً، ورغبهم ورهّبهم، فلم يجد ذلك كلّه معهم، وأصروا على تكذيبه، واستمروا في عبادة أصنامهم: ودّ، وسواع، ويغوث، ويعوق، ونسر. تحدّوه أن يأتيهم بالعذاب قَالُوا يَانُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ سورة هود: 32. فلما يئس منهم، وأعلمه ربّه سبحانه أنه لن يؤمن من قومه إلا من قد آمن، دعا عليهم وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا سورة نوح: 26.

أمر الله نوحاً أن يصنع الفلك (السفينة) فصار قومه يسخرون منه، استبعاداً للعذاب الذي هددهم به، وهو يسخر من غفلتهم عن الحق، ومن رغبتهم عن اتباع أمره لينجوا من العذاب.

ولما أتمّ نوح ـ عليه السلام ـ صنع السفينة، ورأى الأمارة على ابتداء الطوفان، وهي أن ينبع الماء من تنّور أهله، أمره الله أن يحمل معه من كل زوجين اثنين وأهله (إلا زوجته وابنه) ومن آمن معه، وكانوا قليلاً.

ووقع الطوفان، وغرق الكافرون، ونجا المؤمنون قال تعالى قِيلَ يَانُوحُ اهْبِطْ بِسَلاَمٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ سورة هود: 48.

مكث نوح عليه السلام في قومه يدعوهم تسعمائة وخمسين سنة، ويصبر على أذاهم، فكان من أولي العزم من الرسل، واعتبر الأب الثاني للبشر، لأن أهل الأرض من بعده كانوا من نسل أهل السفينة الذين حملهم معه.

وكان أبناء نوح الذين خرجوا من الفلك هم: سام Sham، واليه ينسب الساميون، وحام Ham واليه ينسب الحاميون، ويافث Japhth.

ذكر نوح في ثلاثة وأربعين موضعاً من القرآن الكريم وذكرت قصته مفصلة في كثير من السور الكريمة منها: الأعراف، وهود، والمؤمنون، والشعراء، والقمر، وذكرت له سورة خاصة تسمى (سورة نوح)، وكلها تشير إلى بعثته ورسالته، وطريق دعوته، وإلى ما لاقاه من قومه من جحود وعصيان، وإلى صبره الطويل على الإيذاء، وإلى العذاب الذي حلّ بالمكذبين وهو (الغرق)، وإلى نجاة من آمن به.

تذكر بعض الروايات أن نوحاً عليه السلام دُفن بالمسجد الحرام بمكة المكرمة. ويرى بعض المتأخرين أن قبره ببلدة بالبقاع تعرف بكرك نوح.